23/12/2007

طريق بلا معالم


المراقب لما يحدث فى مصر فى الوقت الراهن ،لن يشكك فى أن ما تمر به البلاد هى أزمةحقيقية أو لنا أن نقول أنها سلسلة من ألأزمات على كافة المستويات.فالوضع الاقنصادي يتدهور بشكل رهيب،فالمواطن البسيط-ولن أقول المواطن محدود الدخل،لأن الجميع صارو من محدودي الدخل - يواجه ارتفاع فى أسعار السلع الأساسية التى لاغنى عنها فى الحياة اليومية،فما بالك بالطبيب حديث التخرج اللذى يكاد لايملك قوت يومه.
المنظومة الصحية تكاد تكون غير موجودة بالمرة،فالحكومة تعتبر الرعاية الصحية للمواطن من الرفاهيات؛أوضاع القائمين على المستشفيات مزري ؛أوضاع المستشفيات الحكومية لا تحتاج وصف،لأنها فوق الوصف و التخيل . التعليم،المواصلات ،شبكة الطرق،القطارات.فالمواطن المصري اما أن يواجه أزمات الحياة الطاحنة واما أن يلقى حتفه في حادث قطارمتهالك ، أو حرقا فى قصرثقافة ، أو غرقا اما فى عبارات السلام و اما فى مراكب متهالكة فى محاولات يائسة للفرار من الواقع الأليم الى مستقبل غير معلومة ملامحه ،أو فى حادث سيارة ناتج عن فشل ذريع فى توفير أدنى مستويات الأمان فى طرق السفر، أو سحلا فى أقسام الشرطة ، و أخيرا و ليس آخرا اذا عجزت أن تموت خارج بيتك فالحكومة توفر لك طريق الخلاص من كل المشاكل بالموت خنقا بغاز الأنابيب الفاسدة فى المنازل، أو حتى بأكياس الدم الفاسدة، وأبدا لن ينتهى الحديث عن طرق الخلاص من هذا النوع
أما الوضع السياسي فحدث ولا حرج عن سياسات تجفيف المنابع ، أو تكسير العظام لأى معارض شريف،أوتكميم الأفواه لأى صوت يطالب بالاصلاح قبل فوات الأوان أو قبل الوصول لحالة فوضى-غير خلاقة- أو انفلات و تسيب فى كل تفاصيل حياتنا،و قبل أن نسلك جميعا و مصر طريقا بلا معالم